توصل مجموعة من الباحثين في معهد ماساتشوستس التقني الأمريكي بالتعاون مع فرق من الباحثين من فرنسا وكوريا الجنوبية إلى تقنية من المحتمل أن تُحسّن بشكل نوعي جودة الصورة التي تقدمها نظارات الواقع الافتراضي.
ووفقًا لنتيجة البحث الذي نشرته صحيفة (نيتشر) تقوم التقنية على ترتيب بكسلات الوحدات الثنائية الباعثة للضوء LED بشكل مُختلف عن طريقة التصنيع الحالية في شاشات نظارات الواقع الافتراضي ما سيؤدي إلى إظهار الصور بجودة لا يمكن تمييزها عن الواقع.
ويواجه مُصنّعو شاشات LED صعوبة في إنتاج شاشات أعلى دقة من تلك المتوفرة حاليًا، وذلك لأن التقنيات الحالية تعتمد على تصغير حجم بكسلات LED لإنتاج صورة ذات وضوح أعلى، إلا أن تقنيات التصنيع الحالية اقتربت وفقًا للخبراء من الوصول إلى الحد الأقصى الذي يمكن معه تصنيع بكسلات ذات حجم أصغر من الموجود حاليًا. وفي حين أن هذا لا يمثل مشكلةً بالنسبة لشاشات التلفاز، إلا أن شاشات نظارات الواقع الافتراضي ما زالت بحاجة إلى تطويرها كي تُصبح أكثر دقةً مما هي عليه الآن، وذلك لكونها تعرض الصور من مسافة قريبة جدًا من عين المُستخدم وهذا ما يجعل زيادة دقة الشاشة ضرورية لتحسين تجربة الواقع الافتراضي.
وتعتمد التقنية الحالية على وضع ثلاثة مصابيح LED للألوان، هي الأحمر والأخضر والأزرق، على ثلاث شرائح إلكترونية يتم صفّها بدقة عالية جنبًا إلى جنب بحيث تُمثل كل ثلاثة مصابيح بكسلًا قادرًا على مزج الألوان الثلاثة لإعطاء اللون المطلوب. ويتطلب صنع الشاشة الواحدة الملايين من تلك الشرائح التي يصعب صنعها كلما صغر حجم المصباح، مع العلم أن قطر المصباح الواحد يصل إلى أقل من 100 ميكرون.
أما التقنية الجديدة فتعتمد على طريقة تصنيع مختلفة تقوم على صف كل ثلاثة مصابيح أفقيًا وليس عموديًا، ووفقًا للباحثين فتلك المصابيح المُرتّبة عموديًا ستظل قادرة على توليد ألوان الطيف الكاملة بقطر لا يتجاوز 4 ميكرون، وهذا يعني إمكانية صف عدد أكبر بكثير من البكسلات ضمن المساحة نفسها.
ورغم أن نظارات الواقع الافتراضي ستكون هي المُستفيد الأكبر من هذه التقنية الجديدة، فإنه من غير المُستبعد وصولها لاحقًا إلى شاشات التلفاز لصناعة شاشات ذات حجم أكبر وبدقة أعلى.
ويأتي هذا الابتكار وسط التطور الكبير الذي تشهده تطبيقات الواقعين الافتراضي والمُعزز، حيث تستثمر كبرى شركات التقنية الملايين في هذا المجال من ناحيتي تطوير البرمجيات والعتاد. وفي حين أن هذه التقنيات ما زالت تُركز بشكل أساسي حاليًا على قطاعي الترفيه والتعليم، فإن شركات التقنية تتطلع إلى مُستقبل قد تتحول فيه شبكة الإنترنت نفسها إلى واقع افتراضي غامر يمكن فيه للناس الالتقاء أو التسوق وشراء المنتجات عبر دخول متاجر افتراضية تُحاكي الواقع إضافةً إلى مئات التطبيقات المحتملة الأخرى.