لطالما عرف عن العملات الرقمية كونها غير مستقرة وقابلة لخسارة قيمتها في أي وقت نتيجة مختلف أنواع الأحداث، وفي بعض الحالات دون أسباب واضحة حتى. لذا لم يكن من المستبعد كون أي عملة رقمية قد تقع في هذا الفخ، وهذا تماماً ما حصل لعملة Ripple الشهيرة التي كانت واحدة من أكبر العملات الرقمية في العالم وأوسعها انتشاراً، لكنها تعرضت لضربة كبرى أودت بأكثر من ثلثي قيمتها خلال أسابيع فقط في وقت تتجه فيه العملات الرقمية الأخرى إلى الأعلى بوضوح.
مع نهاية نوفمبر الماضي وصلت عملة ريبل إلى أعلى قيمها منذ عام 2018، حيث ارتفعت حتى حوالي 0.7 دولار أمريكي متأثرة بارتفاع عام للعملات الرقمية، لكن وبينما أكملت العملات الأخرى مسيرتها التصاعدية تلقت العملة خبراً سيئاً عندما بدأت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) تحقيقاً بتصرفات الشبكة المشغلة للعملة، وبسرعة هرب الكثير من مالكي العملة مما أدى لانهيار سعر العملة الذي استمر بالهبوط بشكل تدريجي ليصل إلى حوالي 0.2 دولار أمريكي فقط حالياً، وهو سعر قريب من السعر قبل موجة الارتفاع الأخيرة، لكنه هبوط كبير للعملة التي كانت تعامل من قبل الكثيرين على أنها أكثر استقراراً من سواها.
يأتي التحقيق الأمريكي نتيجة قيام الشبكة المشغلة لعملة ريبل ببيع ما قيمته حوالي 1.3 مليار دولار أمريكي من السندات الغير مرخصة، وهو ما جذب اهتمام المشرعين الماليين الذين بدأوا تحقيقاً تسبب بفرار الكثير من مالكي العملة وخسارتها لجزء كبير من قيمتها ورأس مالها السوقي أيضاً.
بالطبع فهذه الحالة بعيدة عن أن تكون شاذة، بل أن انهيار أسعار العملات الرقمية شائع للغاية ومتوقع بعد كل ارتقاع كبير عادة، لكن الانهيارات عادة ما تكون عامة وليست فردية لعملات دون سواها.