بين مختلف الشركات الحريصة على بقاء ملكيتها الفكرية وأسرارها البرمجية والتصميمية خلف أبواب مقفلة، لا شك بكون شركة Apple تحتل ترتيباً مرتفعاً للغاية. حيث يعرف عن الشركة الأمريكية كونها حريصة بشكل كبير على ملكيتها الفكرية، وسريعة ببدء دعاوى قضائية كبرى ضد أي جهة تراها قريبة من الاستفادة من أي منتجاتها وتصاميمها المسجلة أو علامتها التجارية. لكن وعلى الرغم من المبالغ الطائلة التي تخصصها الشركة لقسمها القانوني فقد خسرت دعوى قضائية ضد شركة أمنية صغيرة مؤخراً.
الطرف الثاني من الدعوى القضائية هو شركة صغيرة تأسست عام 2017 باسم Corellium مع هدف أساسي هو تصميم برمجيات قادرة على محاكاة أداء هواتف أيفون على الحواسيب، والاستفادة من ذلك للقيام بتحليلات أمنية واكتشاف الثغرات والمشاكل الأمنية في البرمجيات والتطبيقات، وهو أمر رأته Apple على أنه انتهاك لملكيتها الفكرية بشكل غير مشروع.
أتت نتيجة الحكم القضائي بأن قيام شركة Corellium بتصميم أيفونات افتراضية ليس خرقاً لحقوق الملكية الخاصة بشركة Apple، وبالأخص كون الأمر موجود أصلاً لتحسين أمن التطبيقات والبرمجيات وليس العكس.
لا تكمن أهمية الدعوى القضائية في الحكم بالنسبة لهذه الحالة فحسب، بل أن هناك تداعيات كبرى للأمر مع كون القضايا السابقة من هذا النوع عادة ما تنتهي مع أحكام لصالح الشركات الكبرى وليس المدافعين الصغار. لذا يرى الكثيرون أن القضية ستمتلك تأثيرات تالية على القضايا المشابهة وربما العالم التقني ككل، وبالأخص مع تغير المواقف التشريعية من الشركات الكبرى مؤخراً مع اشتداد التحقيقات في ممارساتها الاحتكارية في عدة مناطق مختلفة حول العالم.